01/07/2025 20:58:45
الاخبار الاحوازیه
فشل المشروع الإيراني في سوريا دوافع وتداعيات
#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز
كتب: سمير ياسين مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، انهار معه المشروع الإيراني الذي استثمرت فيه طهران عشرات المليارات من الدولارات وآلافاً من المقاتلين على مدى سنوات الحرب الأهلية. هذا السقوط المدوي للنظام السوري شكل ضربة قاصمة للنفوذ الإيراني في المنطقة وأحلامها التوسعية. كان المشروع الإيراني في سوريا جزءاً لا يتجزأ من مخطط أوسع عُرف باسم "الهلال الشيعي"، والذي يهدف إلى مد النفوذ الإيراني من طهران إلى بيروت عبر العراق وسوريا، إلا أن هذا المشروع التوسعي واجه مقاومة شديدة من القوى الإقليمية والمحلية، مما أدى إلى تكبد إيران خسائر فادحة في الأرواح، حيث قُتل الآلاف من عناصر الحرس الثوري والميليشيات المرتزقة التي جندتها طهران من مختلف الدول، فرغم الدعم الكبير الذي قدمته إيران للنظام السوري، إلا أن مشروعها في سوريا واجه العديد من التحديات والعقبات التي أدت إلى فشله في تحقيق أهدافه بالكامل، المقاومة الشعبية الواسعة التي واجهت النظام السوري، إلى جانب التدخلات الدولية والإقليمية، أضعفت قدرة إيران على تحقيق حلمها، حيث أنفقت ما يقارب 50 مليار دولار من ثروات الأحواز في بناء حسينيات ومراقد وحوزات لتجنيد المرتزقة وغسيل العقول، لتُفاجأ في النهاية بخسارة أكبر موطئ قدم لها في المنطقة بعد سقوط بشار ونظامه القمعي. بعد فشلها في تحقيق أهدافها، قدمت إيران العديد من التبريرات، منها مكافحة الإرهاب وحماية الأقليات، والدفاع عن حلفائها، ومنع تقسيم سوريا، إلا أن هذه التبريرات لم تلقَ قبولاً واسعاً على المستوى الدولي، وكانت مجرد ذرائع لتغطية طموحاتها الإقليمية. أسباب فشل المشروع الإيراني في سوريا متعددة ومتشابكة. فإلى جانب العوامل المذكورة سابقاً، يمكن القول إن إيران قد بالغت في تقدير قدراتها السياسية والأيديولوجية والعسكرية على تحقيق أهدافها في سوريا، ولم تأخذ في الاعتبار قوة المعارضة وتدخل القوى الدولية. كما أن الافتقار إلى استراتيجية شاملة ومتكاملة واقعية، والتحديات الاقتصادية، والتدخلات الإقليمية والدولية، كلها عوامل ساهمت في تعقيد الوضع وإضعاف قدرة إيران على تحقيق أهدافها التوسعية.