04/23/2025 18:53:06
الاخبار الاحوازیه
بيان الجبهة العربية لتحرير الأحواز في مئوية احتلال ايران للأحواز وفي الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس الجبهة

#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز
بسم الله الرحمن الرحيم في هذا اليوم التاريخي، العشرين من نيسان/أبريل 2025، وبينما تُكمل الأحواز قرناً كاملاً تحت نير الاحتلال الإيراني، نقف على مفترق طرق تاريخي. مئة عام ليست نهاية المطاف، بل هي بداية مرحلة جديدة في مسيرة نضالنا الممتد، نضال شعب يرفض الذوبان والانصهار بما يفرضه المحتل الإيراني عليه، ويأبى إلا أن يكون سيد مصيره. قرن مضى، كتب فيه المحتل الإيراني أبشع فصول القهر والاستبداد، واستباح فيه أرضاً وثروات ليست له. قرن من السياسات الممنهجة للتغيير الديموغرافي والتفريس، والتجفيف البيئي، والإفقار الاقتصادي، وطمس الهوية العربية، ورغم ذلك، ظلت الأحواز عصية على التذويب، صامدة بإرادة أبنائها، متجذرة في انتمائها وهويتها. إن مرور مئة عام على جريمة احتلال الأحواز يجب أن يكون حافزاً للعالم أجمع لإعادة النظر في هذا الظلم التاريخي. فلم يعد مقبولاً في القرن الحادي والعشرين أن تستمر آخر مستعمرة في الشرق الأوسط دون تحرك دولي جاد لإنهاء هذا الاحتلال. إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مدعوة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لتحمل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية تجاه قضية الأحواز العادلة. ايها الأحرار في العالم اجمع إن الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس الجبهة العربية لتحرير الأحواز، التي تتزامن مع مئوية الاحتلال، تمثل محطة مفصلية في تاريخ نضالنا المشروع. فمنذ انطلاقتها في العشرين من نيسان/أبريل عام 1980، أرست الجبهة نهجاً نضالياً تحررياً متميزاً، مستنداً إلى عمق الانتماء العربي وشرعية الحق الأحوازي. على مدى خمس وأربعون عاماً، استطاعت الجبهة العربية، رغم كل الصعوبات والتحديات الكبيرة، أن تستمر في نضالها بعزيمة لا تلين، وأن تطور أساليب عملها بما يتناسب مع المتغيرات الدولية والإقليمية. لقد نجحت الجبهة بمعية باقي التنظيمات والنشاط الوطني الأحوازي في نقل القضية الأحوازية من إطارها المحلي إلى الساحة الدولية، وفي تحويلها من قضية منسية إلى قضية حاضرة في المحافل الدولية. ونحن اليوم، إذ نستذكر بإجلال وتقدير الرعيل الأول من المؤسسين، نفخر بما حققته الجبهة من إنجازات استراتيجية أبرزها توحيد الخطاب السياسي الأحوازي، وبناء مؤسسات نضالية فاعلة، وتنشئة أجيال متتالية من الكوادر المؤهلة، والحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية للشعب الأحوازي. واليوم، نشهد تحولاً نوعياً في مسار قضيتنا. فبعد عقود من التعتيم الإعلامي والتجاهل السياسي، بدأت القضية الأحوازية تشق طريقها بقوة إلى منصات الرأي العام العالمي، وأروقة صنع القرار الدولي. لقد استطاع شبابنا في الداخل والخارج، عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديثة، كسر حاجز الصمت وفضح الجرائم اليومية للاحتلال الإيراني. وتمكنت كوادرنا في الخارج من بناء شبكة علاقات دولية واسعة، وصياغة خطاب سياسي متجدد يتماشى مع لغة العصر ومفاهيم القانون الدولي. اليوم، ونحن نقف عند منعطف مئوية الاحتلال، نعلن للعالم أجمع إننا نحمل مشروعاً وطنياً عربياً أحوازياً متكاملاً، يقوم على قواعد راسخة من الالتزام بمبادئ الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان. إن الأحواز المحررة ستكون واحة للتعايش والازدهار، ونموذجاً للدولة المدنية العصرية التي تحترم حقوق جميع مواطنيها بغض النظر عن الدين أو العرق. ومن هنا، نوجه رسالتنا إلى العالم الحر: إن التحديات الأمنية والبيئية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة اليوم، من إرهاب وتطرف وشح المياه وتوترات طائفية، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسياسات نظام طهران التوسعية. وإن تحرير الأحواز ليس قضية شعب واحد فحسب، بل هو خطوة أساسية نحو استقرار المنطقة برمتها. كما نوجه رسالتنا إلى أمتنا العربية: إن الأحواز ليست قضية هامشية، بل هي قضية محورية ترتبط بالأمن القومي العربي. فالأحواز، بموقعها الاستراتيجي وثرواتها الهائلة، تشكل البوابة الشرقية للوطن العربي وخط الدفاع الأول عنه في مواجهة المشروع الفارسي التوسعي. وإلى أبناء شعبنا في الداخل، نقول: واصلوا صمودكم الأسطوري وتشبثكم بالأرض والهوية، فأنتم صمام الأمان وأمل المستقبل. وإلى أبناء شعبنا في المهجر، نقول: كونوا سفراء لقضيتكم، واحملوا همّ وطنكم أينما حللتم، واستثمروا طاقاتكم وخبراتكم في خدمة القضية. في هذه المناسبة التاريخية المزدوجة - مرور قرن على الاحتلال الايراني للأحواز، وخمسة وأربعين عاماً على تأسيس الجبهة - نعلن عن إطلاق "الرؤية الاستراتيجية 2025- كامتداد لمسيرة الجبهة النضالية، وكتتويج لتجربتها الغنية على مدار العقود الماضية. وترتكز هذه الرؤية على تطوير العمل المؤسسي للجبهة، وتوحيد الصف الوطني الأحوازي، وتفعيل الدبلوماسية الاحوازية، وتطوير استراتيجيات إعلامية متجددة ووضع أسس متينة لمشروع الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة. ختاماً، نقول: إن المئة عام الماضية علمتنا أن الحقوق لا توهب، بل تنتزع انتزاعاً، وأن الصبر والثبات هما سلاح الضعفاء في وجه الأقوياء. ونحن نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، نستلهم فيها دروس الماضي ونستشرف آفاق المستقبل، مؤمنين بأن فجر الحرية آتٍ لا محالة، وأن غداً لناظره قريب. تحية إجلال وإكبار لأرواح شهدائنا الأبرار تحية صمود وثبات لأسرانا البواسل خلف قضبان المحتل تحية عز وفخر لكل مناضل وحر على أرض الأحواز وخارجها. عاشت الأحواز حرة عربية مستقلة وإنه لكفاح حتى التحرير الجبهة العربية لتحرير الأحواز 20 نيسان/أبريل 2025