القى الرفيق المناضل قاسم عبد ابو زكي عضو قيادة الجبهة العربية لتحرير الأحواز كلمة الجبهة في المؤتمر الأحوازي الذي عقد يوم السبت المصادف 19/4/2025 في العاصمة البلجيكية بمرور مئة عام على احتلال ايران لدولة الأحواز العربية، نيابة عن قيادة الجبهة.
اليكم النص التحريري والفيديو التصويري للكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الحضور الكرام،
نيابة عن قيادة الجبهة العربية لتحرير الأحواز أحييكم جميعاً تحية العروبة والإسلام والنضال. نجتمع اليوم في هذا المكان لاستذكار مناسبة مزدوجة - عظيمة وأليمة في آن واحد. عظيمة بقدر عظمة تاريخ نضال شعبنا وتضحياته وتمسكه بالمبادئ والقيم النضالية العربية الأحوازية، وأليمة بما نعيشه ونتذكره من ألم الاحتلال وأساليبه الوحشية التي يستخدمها في كل لحظة تجاه شعبنا والوطن الجريح، الذي كان وما يزال وسيبقى درع البوابة الشرقية للأمة العربية.

أيها المناضلون
يتزامن لقاؤنا اليوم مع ذكرى تاريخية مهمة - الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس الجبهة العربية لتحرير الأحواز. 

خمس وأربعون عاماً من النضال المتواصل، قدمت خلالها الجبهة شهداء وتضحيات جسام، وما زالت صامدة على نهجها الثوري النضالي من أجل تحرير الأرض والإنسان من براثن الاحتلال الإيراني الفارسي.

ويكتسب اجتماعنا اليوم أهمية استثنائية، إذ يتزامن أيضاً مع حلول الذكرى المئوية لاحتلال إيران لدولة الأحواز العربية. 

هذا التزامن بين الذكرتين يجعلنا نقف في منعطف تاريخي مهم في مسيرة نضالنا التحرري.

أيها الإخوة والأخوات،
إن المشهد السياسي في المنطقة يشهد تحولات عميقة ومتسارعة. لقد تابعتم عن كثب الأحداث والمستجدات الإقليمية والدولية، والصراع المحتدم للنفوذ والسيطرة على المنطقة العربية والشرق الأوسط. وفي قلب هذه الصراعات يبرز الدور الإيراني الخبيث، الذي ليس بجديد بل له جذور تاريخية عميقة تهدف إلى إخضاع الأمة العربية والسيطرة على مقدراتها.

هذه السياسة التوسعية نراها اليوم واضحة في دولة الأحواز العربية وفي الجزر الإماراتية العربية والعراق واليمن وغيرها. وهي تمثل تهديداً حقيقياً ليس فقط للشعب الأحوازي، بل للأمن القومي العربي بأكمله.

من منطلق المسؤولية الوطنية والتلاحم الوطني الأحوازي، وأمام هذه الأطماع والممارسات القمعية، يصبح واجباً علينا أن ننهض كشعب واحد بالكلمة والموقف والفعل. فهذا النضال ليس من أجل الحاضر فحسب، بل من أجل مستقبل الأجيال القادمة من أبناء شعبنا الأحوازي.

وانطلاقاً من هذه المسؤولية التاريخية، فإننا من هذا المنبر نتوجه إلى أصحاب القرار الدولي في العالم، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والمحكمة الدولية، لمناقشة قضيتنا العادلة ودعمها. إن شعبنا يستحق نيل حقوقه الشرعية والعيش بحرية وكرامة أسوة بكافة شعوب العالم.

كما نناشد المنظمات الدولية بالتدخل الفوري لوقف إرهاب الدولة الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإيراني منذ اليوم الأول لغزوها العسكري للأحواز. ونطالب أيضاً بوقف تشييد المنشآت العسكرية الضارة بالإنسان والبيئة، والتي تنتج مواد تهدد السلم الإقليمي والدولي.

أيها الحضور الكرام،
تفرض علينا المرحلة الراهنة، بكل ما تحمله من مخاطر وتحديات، أن نكون أكثر يقظة وأعمق تخطيطاً. علينا أن نأخذ بزمام المبادرة من خلال عمل منسق ومنسجم يستجيب لمتطلبات هذه المرحلة الحساسة، وأن نكون على أهبة الاستعداد لما قد تشهده المنطقة من تحولات في المستقبل القريب.

ويقتضي ذلك توافقاً أحوازياً شاملاً بين جميع القوى الوطنية المناضلة تحت علم الأحواز، لتوحيد الجهود وتنسيق المواقف من أجل استرداد حقوقنا المشروعة. ولكن في الوقت نفسه، علينا أن نكون حذرين من الانتهازيين الذين يحاولون ركوب الموجة واستغلال تضحيات ونضال شعبنا الأحوازي. يجب ألا نسمح للطارئين، تحت أي عنوان، بممارسة دور لا ينسجم مع تطلعات شعبنا وثوابت نضالنا.

أيها الأحوازيون الأحرار،
إن الجبهة العربية لتحرير الأحواز تهيب بكافة أطياف المجتمع الأحوازي - المثقفين الوطنيين، وأبناء العشائر العربية الأصيلة وزعمائها الغيارى، وجميع الأبطال في أرض الرباط - أن يكونوا على قدر المسؤولية في هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة. 

فلنكن جميعاً يقظين وعلى قلب رجل واحد من أجل الأحواز وشعبنا العربي الأحوازي المقدام. ولنعمل معاً على إحباط كل فتنة ودسيسة من شأنها تفتيت نسيجنا الاجتماعي وصفنا الوطني الواحد.
وليكن شعارنا دوماً: وما النصر إلا صبر ساعة.

المجد والخلود للأكرم منا شهداء الأحواز
الحرية لأسرانا الأبطال
 ألف تحية لصمود ماجداتنا وأبناء شعبنا جميعاً
وإنه لكفاح حتى التحرير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجبهة العربية لتحرير الأحواز