05/28/2025 17:54:51 الاخبار الاحوازیه

اثر مجزرة الأربعاء السوداء 1979على الأجيال الأحوازية

Alternate Text


#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز


                    بقلم: ناجي الاحوازي ( ابو ميثم )

في ذاكرة كل أحوازي حرّ، تقف مجزرة الأربعاء السوداء في مدينة المحمّرة عام 1979 كواحدة من أفظع الجرائم التي ارتكبها النظام الإيراني بحق شعبٍ أعزل خرج مطالبًا بحقه في الحياة والهوية والكرامة.
ففي يوم 30 مايو/أيار 1979، تحوّلت المحمرة إلى ساحة دموية حين اقتحمتها قوات الحرس الثوري بأوامر مباشرة من خميني زعيم الثورة آنذاك، وبقيادة الحاكم العسكري للأحواز الجنرال البحري أحمد مدني، ليمارسوا أبشع أنواع القمع الوحشي ضد المدنيين العزّل، تاركين وراءهم أكثر من 500 شهيد وجريح، ومئات المعتقلين، ودورًا مدمّرة، ومساجد دنّستها أقدام الجنود.
جريمة لا تسقط بالتقادم
ليست المجازر وحدها ما يُرعب الشعوب، بل صمت العالم وتجاهله لها.
كانت مجزرة الأربعاء السوداء محاولة لكسر إرادة شعبٍ عربيٍّ طالب بحقوقه الثقافية والسياسية والاجتماعية.
لكنها بدلًا من أن تُرهب الأحوازيين، زرعت فيهم بذور الوعي والانتماء والرفض.
ذاكرة جماعية متوارثة
رغم مرور أكثر من أربعة عقود على تلك الجريمة، لم تغب مجزرة المحمرة عن أذهان الأجيال الأحوازية، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية الأحوازية.
ففي كل عام، تُستعاد تفاصيل المجزرة في البيوت، وعلى الألسن، وفي الأدب، وفي الأغاني، وفي اللافتات التي تُرفع سرًا في الشوارع، يحفظها الأطفال قبل أن يتعلموا حروف الهجاء، وتُروى في المجالس كما تُروى بطولات الشعوب.
أثرٌ تربويّ وثوريّ
لم تكن المجزرة مجرد مأساة، بل أصبحت مدرسة نضالية.
فالأبناء والأحفاد حملوا إرث الشهداء، وأقسموا ألا يُترك دمهم دون قصاص.
لقد شكّلت مجزرة الأربعاء السوداء نقطة تحوّل في وعي الأجيال الأحوازية، حيث ازداد الإيمان بعدالة القضية، وضرورة المقاومة، والعمل السياسي والإعلامي والحقوقي.
لقد أنتجت المجزرة جيلًا أشد وعيًا، وأقوى انتماءً، وأوضح رؤيةً، يؤمن أن معركة الحرية لا تُخاض بالبكاء على الأطلال، بل بالعمل الدؤوب لفضح الجريمة، وتوثيقها، وتوريثها أمانة في أعناق كل من وُلد على أرض الأحواز أو حمل قضيته في القلب.
رسالة إلى العالم
إن مجزرة الأربعاء السوداء في المحمرة ليست مجرد حدثٍ تاريخي، بل نداءٌ متجددٌ إلى الضمير العالمي:
ما زال الجرح ينزف، وما زال القاتل حرًّا طليقًا، وما زال الشعب الأحوازي يعاني التهميش والاضطهاد.
لكن الأمل باقٍ، والإرادة لا تنكسر، والأجيال التي نشأت على ذكرى المجزرة، باتت أكثر استعدادًا لصناعة الغد الذي يليق بدماء الشهداء.

رحم الله شهدائنا
الحرية للأسرى 
عاش شعبناالمقاوم 
وإنه لكفاح حتى التحرير