11/12/2025 17:42:24
الاخبار الاحوازیه
البالدي احرق جسده وضحى بروحه لتستمر الثورة الأحوازية
#الأحواز #أحمد_البالدي #رمز_الكرامة_الإنسانية #تحقيق_العدالة #صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز
في صباح الأحد المصادف 2 نوفمبر 2025، تحوّلت “حديقة الزيتون” في البلدية الثالثة بمدينة الأحواز إلى مسرحٍ لمأساةٍ إنسانية هزّت وجدان المجتمع الأحوازي والعربي.
الطالب الجامعي أحمد البالدي، البالغ من العمر 20 عامًا، أضرم النار في جسده بعد أن شاهد والدته تُهان ووالده يُجبر على رؤية كشكهم الصغير — مصدر رزق العائلة الوحيد — يُهدم بطريقةٍ قسرية على يد عناصر البلدية وهم من المستوطنين التابعين حتما للجهات الأمنية والمخابرات الفارسية.
لم يكن فعل أحمد انفعالًا عابرًا، بل صرخة من أعماق الإحباط المتراكم جراء عقودٍ من القهر والتهميش الاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني منه الشعب العربي في الأحواز، الإقليم الغني بالنفط والمحروم من ثرواته.
نُقل أحمد إلى مستشفى طالقاني في حالة حرجة، مصابًا بحروق طالت أكثر من 70% من جسده، وبقي بين الحياة والموت لأيامٍ وسط تضامنٍ شعبي احوازي واسع، ودعواتٍ لمحاسبة المسؤولين عن الجريمة.
لكن، ورغم كل الجهود الطبية، أعلنت المصادر المحلية اليوم الثلاثاء المصادف 11 نوفمبر 2025 عن وفاته متأثرًا بجراحه، ليُسدل الستار على حياة شابٍ تحوّل جسده إلى رسالةٍ دامية وصرخة مئوية تهز ضمير الإنسانية ضد الظلم والجور الإيراني الذي يمارسه نظام ملالي قم وطهران على الأحوازيين في كل المدن والقرى الاحوازية.
السلطات الإيرانية، كعادتها، حاولت احتواء الغضب الشعبي عبر الإعلان عن توقيفٍ شكلي لعدد من موظفي البلدية، قبل أن تُفرج عنهم بكفالة مالية، فيما حذّرت النيابة العامة من "استغلال الحادثة" في ما سمّته “إثارة الفتنة القومية”.
ذلك الخطاب الرسمي، الذي يُجَرِّم الألم بدلاً من أن يُحاسب المتسببين به، عَمَّق شعور الإحباط في الشارع الأحوازي، حيث يرى الناس أن الحكومة تبرر القهر بدل أن تواجهه.
قضية أحمد البالدي لم تعد حادثة فردية.
لقد تحوّلت إلى رمزٍ لغضبٍ مكتومٍ في إقليمٍ يعيش بين البطالة والفقر والحرمان والتلوّث، بينما تُهدر خيراته على من هم خارج حدوده.
أحمد لم يكن يسعى إلى الموت، بل إلى إعطاء معنىً للحياة في وطنٍ حُرم فيه الإنسان من كرامته وحريته وحقه في العيش الكريم.
اليوم، حين ودّع الأحوازيون جسد أحمد، لم يودّعوا مجرد شابٍ فقَدَ أمله، بل ودّعوا مرآةً عكست قسوة الواقع الذي يعيشه جيلٌ كاملٌ من الشباب الأحواز ي العربي.
النار التي أشعلها أحمد لم تُطفأ بموته، بل اشتعلت في ضمير كل من رأى في فعله نداءً للكرامة والعدالة، لا صرخة يأس.
من قلب الرماد، يبقى سؤالٌ واحد يطرق أبواب الصمت وآذان فيها وقر:
كم من أحمد آخر يجب أن يحترق ليُسمَع صوت الأحواز؟
الله أكبر فوق كيد المعتدي.
