12/08/2025 15:58:06
الاخبار الاحوازیه
ماذا يخفي نداء بزشكيان للحرب؟
#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز
سلسلة ما يكتبه سمير ياسين
الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز
تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأخيرة لم تكن مجرد خطاب سياسي عابر. فحديثه عن “إغلاق الدكاكين والاستعداد للحرب” لم يكن موجهًا بمعناه الحرفي بقدر ما حمل إشارة واضحة إلى أن السياسات الحالية لم تعد قادرة على مواكبة حجم التحديات، وأن البلاد تدخل مرحلة تتطلب إعادة ترتيب شاملة قبل أي مواجهة محتملة.
هذا الخطاب يظهر عادة عندما يتزايد الضغط على مؤسسات الدولة من الداخل والخارج معًا، وعندما تشعر القيادة بأن تماسكها لم يعد مضمونًا. فالدعوة تحمل رسائل مشفرة للنخب الاقتصادية والعسكرية والسياسية، تعكس رغبة النظام في اختبار سرعة استجابتها وقدرتها على التحرك في لحظة توتر حقيقي. إنها محاولة لقياس درجة الانضباط وإدراك إن كان المجتمع ما زال قادرًا على الالتزام بالتوجيهات، أم أن الإرهاق النفسي والاقتصادي أصبح عائقًا يصعب تجاوزه.
تزداد أهمية هذه الرسائل عندما تتقاطع مع اعتراف رئيس بلدية طهران بأن الاستخبارات الإسرائيلية، بدعم الذكاء الاصطناعي، قادرة على رصد 95% من الأهداف داخل إيران. هذا الاعتراف لا يكشف فقط مستوى الاختراق، بل يعكس أيضًا حجم القلق داخل مركز القرار. وهنا يصبح خطاب بزشكيان أقرب إلى إنذار مبكر أو تمرين أمني استباقي يهدف إلى اختبار جهوزية المؤسسات قبل أي تطور كبير.
ومع ذلك، لا تبدو الرسالة موجّهة للخارج فقط. فخلف نبرة التحدي التي يُظهرها الخطاب، يمكن قراءة طبقة أعمق من الاضطراب: قيادة سياسية تتصرف وفق منطق الخوف أكثر من منطق القوة، وتواجه لحظة حرجة تخشى فيها من أن تتقدم الأحداث أسرع من قدرتها على السيطرة. هذا القلق المتراكم هو ما يمنح الخطاب حدّته، ويجعله أقرب إلى محاولة لطمأنة الداخل قبل إقناع الخارج.
في جوهرها، لم تكن تصريحات بزشكيان تفسيرًا للوضع بقدر ما كانت إعلانًا مبطنًا بأن لحظة المراجعة قد حانت، وأن إعادة ترتيب الداخل لم يعد خيارًا بل ضرورة. إنها رسالة ذات طابع استراتيجي تعكس نظامًا يحاول إدارة مخاوفه قبل أن تتحول تلك المخاوف إلى واقع يفرض نفسه.
