12/08/2025 16:04:13
الاخبار العالمیه
لقاء مهم مع الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز تجريه جريدة " ايجيبتك" المصرية
#صوت_الأحواز #الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز
حاورت الزميلة سها البغدادي الاعلامية المصرية المعروفة الرفيق المناضل سمير ياسين الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز حوارا شاملاً شمل الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والنضالية للشعب الاحوازي والقضية الاحوازية وجانب خاص منه لحياته الشخصية والاجتماعية ونضاله العلمي والسياسي، نُشر في جريدة "ايجيبتك" المصرية جدير بالمتابعة والاهتمام، لأن الرفيق المناضل سمير ياسين سلّط وبكل اهتمام جوانب مهمة تخص قضيتنا العادلة، وهو مناضل وجزء لا يتجزأ من ابناء شعبه المناضلين الثابتين على الإيمان بقضيتهم والذين يواصلون الليل بالنهار من اجل الحصول الى الهادف المنشود والغاية الأسمى ألا وهي تحرير الأحواز من الاحتلال الفارسي الايراني.
أدناه 👇👇👇 رابط ونص الحوار:
https://www.egyptke.com/110239
سمير ياسين لـ «إيجيبتك»: الأحواز ليست قضية منسية… بل معركة تحرر عربية ضد احتلال إيراني كامل
ديسمبر 05, 2025
حاورته.. سها البغدادي
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتنامي الحراك الشعبي داخل إيران، تبرز القضية الأحوازية من جديد كواحدة من أقدم وأعقد قضايا التحرر القومي في المنطقة.
ولأن صوت الأحواز يحتاج إلى منبر يقدّمه للرأي العام العربي بعيدًا عن الضبابية والتجاهل، تجري إيجيبتك هذا الحوار الخاص مع الأستاذ سمير ياسين، الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز، وأحد أبرز الوجوه السياسية المدافعة عن حقوق الشعب الأحوازي.
في هذا اللقاء، يفتح ياسين ملفات الهوية والاحتلال والانتهاكات، ويتحدّث بصراحة عن مستقبل الأحواز، والموقف العربي، وما الذي ينتظره الأحوازيون من المجتمع الدولي، في لحظة فارقة قد تُعيد رسم المشهد في إيران والمنطقة برمتها .
الحوار
كيف تعرّفون القرّاء بقضية الأحواز؟
قضية الأحواز هي قصة شعبٍ عربي سُلبت دولته وطمست هويته، لكنه رفض أن يتحوّل إلى هامش في وطنه، وظل يقاوم منذ عام 1925 إلى اليوم دفاعًا عن وجوده قبل أي شيء آخر.
ما الذي دفعكم شخصيًا للانخراط في النضال السياسي؟
لم يكن الانتماء إلى القضية خيارًا فكريًا أو تنظيميًا بالنسبة لي، بل كان قدرًا صنعته التجربة منذ الطفولة.
نشأت في بيئة يستيقظ فيها الناس على أخبار الإعدامات، وأرى المشانق تُنصب لأبناء جلدتي و اهلي، وأرى تهجير العائلات ومصادرة الأراضي. كبرنا ونحن نحفظ العربية سرًا في بيوتنا، لأن المدرسة كانت تُدرّسنا لغة غير لغتنا، وتُقنعنا بأننا غرباء فوق أرضٍ ورثناها عن آبائنا.
شهدت فقرًا مفتعلاً، وتمييزًا عنصريًا ممنهجًا، وخدمات تُمنح لغيرنا وتُحجب عنّا، رغم أننا أصحاب الأرض والثروة.
في هذه البيئة لا يستطيع الإنسان أن يقف على الحياد. إما أن تكون شاهدًا صامتًا على ظلم لا يتوقف، أو جزءًا من حركة تحررية تدافع عن هوية شعب بأكمله.
اخترت الطريق الذي يُشبه تاريخ أهلي… الطريق الأصعب ولكنه الأكثر شرفًا.
كيف هو الوضع الحالي في الأحواز؟
الوضع اليوم أكثر قسوة وتعقيدًا مما كان عليه في العقود السابقة. إيران تمارس سياسة العقاب الجماعي بلا مواربة:
اعتقالات لا تُحصى، إعدامات بحق نشطاء، تجفيف متعمّد للأنهار بهدف تهجير السكان، مصادرة جديدة للأراضي، منع شبه كامل لتعليم اللغة العربية، وعسكرة المدن والقرى على نحو لم تعرفه المنطقة من قبل.
لكن الشيء الوحيد الذي لم يتغيّر هو تمسك الشعب الأحوازي بعروبته. فكلما اشتد القمع، ازداد وعي الناس، وكبرت رغبتهم في استعادة ما سُلب منهم.
هل الوجود الإيراني في الأحواز هو احتلال؟
نعم… بالمعنى السياسي والقانوني والتاريخي.
دخلت القوات الفارسية إلى الأحواز عام 1925 وأسقطت حكومة عربية مستقلة بالقوة العسكرية. لم يكن هناك استفتاء ولا اتفاق ولا أي شكل من أشكال الشرعية.
وبحسب ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة، فإن السيطرة على شعب بالقوة وفرض هوية جديدة عليه هو تعريف صريح للاحتلال.
الأحواز لم تنضم لإيران بإرادة شعبها؛ الأحواز سقطت تحت الاحتلال، وما يجري اليوم ليس إلا امتدادًا لذلك الاحتلال بوسائل أكثر حداثة وقسوة.
وماذا عن من يقول إن القضية شأن داخلي إيراني؟
هذا قول سياسي يُراد به إغلاق الملف، ولا علاقة له بالمنطق أو القانون.
قضية شعب تُصادر لغته وثرواته وتُستهدف هويته ليست شأنًا داخليًا لأي دولة، بل ملف إنساني وأخلاقي وسياسي يخص المنطقة والعالم، تمامًا كما لم تكن فلسطين يومًا “شأنًا داخليًا” لإسرائيل.
ما أبرز الانتهاكات ضد الشعب الأحوازي؟
ما نواجهه ليس مجرد تجاوزات، بل سياسة دولة قائمة على التذويب القومي.
الإعدامات مستمرة، والقرى العربية تُفرغ قسرًا لتحل محلها مستوطنات فارسية، والعربية ممنوعة في المدارس والإعلام، ومئات آلاف الهكتارات صودرت لصالح مشاريع غير عربية.
الأخطر من ذلك هو محاولة صناعة جيل منقطع عن تاريخه ولغته. وهذا ما يجعل الانتهاك ليس سياسيًا فقط، بل حضاريًا وإنسانيًا.
هل الاحتجاجات داخل إيران فتحت لكم مجالًا أكبر؟
الاحتجاجات كشفت هشاشة النظام، لكنها جعلته أكثر عنفًا مع الأحواز تحديدًا.
فالأحواز هي المنطقة التي يخشاها النظام لأنها الأكثر قدرة على تغيير معادلة القوة داخل إيران، بسبب ثرواتها النفطية وموقعها الاستراتيجي.
لذلك اشتد القمع، لكنه في المقابل أظهر للعالم حجم الاضطهاد الذي يتعرض له شعبنا.
هل تلقِّيتم دعمًا رسميًا عربيًا؟
يمكن القول إن هناك اهتمامًا عربيًا متزايدًا، ودعمًا إعلاميًا مهمًا، وفتحًا لقنوات التواصل.
لكن الدعم الرسمي لا يزال في منطقة “غير المعلن”.
ما نحتاجه اليوم هو خطوة سياسية واضحة: اعتراف عربي رسمي بالقضية كقضية شعب تحت الاحتلال.
كيف تصفون الموقف العربي؟
كان هناك صمت طويل، لأسباب سياسية وإقليمية معروفة، لكن المرحلة تغيّرت.
اليوم يُطرح الملف الأحوازي في مراكز الدراسات، وفي الإعلام العربي، وفي دوائر القرار، بعد أن ظلّ غائبًا عقودًا.
العرب أدركوا أن ما يجري في الأحواز ليس بعيدًا عن أمنهم القومي.
ماذا تنتظرون من الجامعة العربية؟
ننتظر موقفًا تاريخيًا بسيطًا في شكله… عظيمًا في أثره:
الاعتراف بأن الأحواز أرض عربية محتلة.
وإدراج الملف ضمن الملفات الدائمة، لأن وجود ما بين ثمانية إلى عشرة ملايين عربي تحت الاحتلال ليس تفصيلًا يمكن تجاهله.
هل يستطيع المجتمع الدولي الضغط على إيران؟
نعم، إذا فُتح الملف بالطريقة الصحيحة.
العالم يتعامل مع إيران بمنطق المصالح، لكن حقوق الإنسان باتت ورقة ضغط مهمة.
ملف الأحواز، إذا قُدم بشكل مؤسسي ومنظم، يمكن أن يتحوّل إلى أحد أهم الملفات الحقوقية التي تُحرج طهران على الساحة الدولية.
هل تسعون لدولة مستقلة أم حكم ذاتي؟
هدفنا ثابت وواضح: استعادة دولة الأحواز العربية كاملة السيادة.
نحن لسنا حركة تطالب بامتيازات داخل دولة محتلة… بل شعب يسعى إلى التحرر، وهذا حق تمنحه القوانين الدولية والتاريخ والواقع السكاني.
كيف تتخيلون الأحواز بعد التحرير؟
أراها دولة عربية تمتد على الضفة الشرقية للخليج العربي، بثرواتها التي تكفي لتكون ركيزة من ركائز الأمن العربي والطاقة العربية.
ولا نية لدينا لخلق صراعات حدود، فحدود الأحواز واضحة كما كانت قبل الاحتلال.
ما السيناريو الواقعي للتحرير؟
التحرير مسار طويل وليس قرارًا لحظيًا.
يبدأ بتدويل القضية، ثم اعتراف عربي رسمي، ثم تحالف حقوقي–إعلامي يفضح الانتهاكات، ثم ضغط دولي، وصولًا إلى اللحظة التي تضعف فيها بنية النظام داخليًا.
في تلك اللحظة سيكون استفتاء بإشراف أممي هو الطريق الطبيعي لتقرير المصير.
هذا المسار لم يعد نظريًا… بل بدأ فعليًا.
رسالتكم للشباب الأحوازي؟
أنتم من تبقى بين الاحتلال وبين الذاكرة العربية.
حافظوا على لغتكم، اكتبوا بالعربية، وثّقوا تاريخكم، واصنعوا منصّاتكم.
المعركة اليوم تبدأ من الهوية قبل أن تصل إلى السياسة.
ما رأيكم بمحاولات طمس الهوية العربية؟
الاحتلال لا يريد السيطرة على الأرض فقط؛ بل يريد إعادة تشكيل الوعي.
ما يحدث في التعليم والإعلام هو محاولة صناعة جيل بلا ذاكرة.
لكن التجربة أثبتت أن الانتماء الحقيقي لا يُمحى بقرار إداري.
هل لديكم استراتيجية ثقافية لمواجهة التفريس؟
نعمل على تعزيز التعليم العربي، وتوثيق التراث الأحوازي، ودعم الإعلاميين، وبناء منصات رقمية تقدّم الرواية العربية، ومواجهة الخطاب الإيراني أكاديميًا وسياسيًا.
هذه معركة وعي لا تقل أهمية عن المعركة السياسية.
. كيف أثرت المنصات الرقمية؟
المنصات الرقمية كانت نقطة التحول الأكبر.
هي التي كسرت حاجز التعتيم الأمني، وجعلت صوت الأحواز يصل إلى العالم دون وسطاء.
ما أبرز إنجازات الجبهة؟
أعدنا القضية إلى الوعي العربي والدولي، وفتحنا علاقات مع مؤسسات سياسية وحقوقية، ووصلنا إلى منابر لم تكن متاحة في الماضي.
وجزء كبير من هذا الإنجاز جاء بفضل مؤسساتنا المهنية والتواصل المستمر مع أشقائنا العرب.
هل هناك خطط لفتح مكاتب جديدة؟
نعم، وهناك اتصالات جارية، لكن فتح المجال أمام العمل السياسي الأحوازي، كما كان في ثمانينيات القرن الماضي، سيمنح هذه الخطوة زخمًا أكبر.
ما التحديات الأمنية التي تواجهونها؟
التهديدات الإيرانية لم تتوقف يومًا:
من الاغتيالات التي طالت اثنين من الأمناء العامين للجبهة، إلى محاولات التجسس، إلى الحملات المنظمة للتشويه الإعلامي.
لكن لدينا منظومة حماية سياسية وإعلامية تمكّننا من مواجهة هذه التهديدات.
رسالتكم للشعب المصري والعربي؟
أقول لهم إن الأحواز جزء من معركتنا العربية ضد مشاريع التفتيت.
وأن صوتكم، ولو بكلمة، قادر على كسر التعتيم الذي تُحاول إيران فرضه منذ عقود.
. ما الذي يجب أن يفهمه العالم عن معاناة الأحواز؟
يجب أن يفهم العالم أننا لا نختلف سياسيًا مع إيران… نحن نتعرض لمحاولة اقتلاع من الجذور.
الاحتلال يريد الأرض… ويريد محو الذاكرة العربية معها.
. كلمة أخيرة عبر إيجيبتك؟
الأحواز ليست قضية من الماضي، بل قضية أمانة في أعناق كل عربي.
سنواصل العمل السياسي والإعلامي والنضالي حتى تستعيد الأحواز مكانها بين أشقائها العرب.
وما دام هناك صوت يرفع رايتها… فلن تنطفئ.
في ختام هذا الحوار، يبقى صوت الأحواز صرخة حق تبحث عن سند عربي يعيدها إلى الواجهة بعد عقود من التهميش المتعمّد. كلمات الأستاذ سمير ياسين تذكّر بأن القضية ليست مجرد ملف سياسي، بل معاناة شعب كامل تُطمس هويته يومًا بعد يوم.
ومع ما تشهده المنطقة من تحوّلات، تبدو لحظة الحقيقة أقرب من أي وقت مضى، فإما أن يُعاد الاعتبار لقضية الأحواز ضمن المنظومة العربية، أو يُترك شعبٌ بأكمله فريسة لاحتلال يرفض الاعتراف بأبسط حقوقه.
إيجيبتك بدورها تواصل إلقاء الضوء على القضايا العربية المنسية، إيمانًا بأن الإعلام الحرّ جزء من معركة الوعي… ومعركة التحرر.
