01/04/2023 15:31:50 الاخبار العالمیه

معهد واشنطن: العلاقات الروسية الإيرانية تتعمق.. وإسرائيل قلقة!

Alternate Text


معهد واشنطن: العلاقات الروسية الإيرانية تتعمق.. وإسرائيل قلقة! مدير "وكالة المخابرات المركزية" الأميركية وليام بيرنز: "ما بدأ يظهر هو على الأقل بدايات لنشوء شراكة دفاعية كاملة بين روسيا وإيران"


                    حذر "معهد واشنطن" Washington Institute من أن تعمّق العلاقات الروسية الإيرانية، والتي اتضحت مؤخراً خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يقلق إسرائيل كثيرا.

وذكر "معهد واشنطن" في مقال تحليلي أنه في الأسابيع القليلة الماضية، لاحظ المسؤولون في كلٍ من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا أن العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران آخذة في التعمق، ففي 16 ديسمبر الماضي، شرح مدير "وكالة المخابرات المركزية" الأميركية CIA وليام بيرنز الوضع في تصريحات إعلامية قائلا: "ما بدأ يظهر هو على الأقل بدايات لنشوء شراكة دفاعية كاملة بين روسيا وإيران، مع قيام الإيرانيين بتزويد طائرات مسيّرة إلى الروس.. وبدء الروس بالتفكير في السبل التي يمكنهم من خلالها دعم الإيرانيين، تكنولوجياً أو تقنياً".

وأضاف أن ذلك التطور "يشكل تهديدا حقيقيا للدول المجاورة لإيران".

وورد في المقال أن التقييم الذي أجراه "مدير وكالة المخابرات المركزية" دقيق، ويشكل هذا التطور تهديداً لإسرائيل على وجه التحديد. وسيؤدي اعتماد روسيا المفاجئ على إيران للحصول على مساعدات عسكرية إلى سداد الديون قريباً، ويجب أن يكون صانعو القرار الإسرائيليون منتبهين ومستعدين. فمن المؤكد أن روسيا ستكون قادرة على الرد بعدة أساليب يمكنها أن تزيد من القدرات العسكرية الإيرانية.
علاقة ثنائية "عسكرية"
فمنذ أن أطلقت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في فبراير الماضي، فقد زود النظام في طهران موسكو بمئات الطائرات المسيّرة. وتشير التقارير الأخيرة أيضاً إلى أن إيران تخطط لتزويد روسيا بصواريخ باليستية متطورة قصيرة المدى، ومساعدة روسيا على إنشاء خط إنتاج خاص بها من الطائرات الإيرانية بدون طيار. وحتى الآن، استخدمت القوات الروسية هذه الأسلحة على نطاق واسع.

يُذكر أن البلدين حافظا منذ سنوات على علاقة شملت المجالين العسكري والاقتصادي، على الرغم من أن مصالحهما ليست متوافقة تماماً في عدة ملفات. كما سعى كلا البلدين منذ فترة طويلة إلى الحد من دور الولايات المتحدة على المسرح العالمي، إلا أن المصالح الروسية والإيرانية قد تختلف أيضاً.
"هدايا" موسكو الممكنة لطهران
بإمكان روسيا تحسين قدرات العتاد العسكري الإيراني بشكل كبير، وذلك بشكل أساسي من خلال توفير أنظمة دفاع جوي، والتي من شأنها تلبية طلب إيراني منذ زمن طويل. وقد رفضت روسيا مثل هذه التقصيات سابقاً، لكن احتمال موافقة روسيا على هذا الطلب قد ازداد الآن، بحسب ما ورد في مقال "معهد واشنطن".

وإذا حصلت إيران على أنظمة دفاع جوي متطورة من روسيا، فسيصبح نظام طهران أفضل تجهيزاً لإحباط أي هجوم محتمل في المستقبل على بنيته التحتية النووية أو غيرها من المنشآت الاستراتيجية. وتُضاف إلى ذلك إمكانية الحصول على طائرات متطورة مثل "سوخوي سو-35".

ومع ذلك، فإن التركيز على المعدات العسكرية يمكن أن يشتت الانتباه بعيداً عن التهديدات الأخرى على توازن القوى بين إسرائيل وإيران، وعلى رأسها الاستخبارات. ففي هذا المجال، تتمتع روسيا بقدرات متقدمة في كلٍ من الاستخبارات التصويرية واستخبارات الإشارات، ويمكنها تزويد إيران بمثل هذه القدرات، أو مشاركة معلومات استخباراتية حساسة قد تساعد إيران في الدفاع عن نفسها بشكل أفضل.
هجمات سيبرانية محتملة
ويشكل المجال السيبراني مصدراً آخر للقلق. فإيران تتمتع أساساً بقدرات سيبرانية متقدمة، وقد أبدت استعداداً لاستخدامها ضد الحكومات الأجنبية. أما روسيا التي تُعتبَر قوة سيبرانية عظمى، فيمكنها تعليم قراصنة الإنترنت الإيرانيين الكثير من الأمور حول شن هجمات أكثر تعقيداً ضد أهداف حساسة.
واعتبر بعض المحللين الإسرائيليين أن علاقة رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتنياهو مع فلاديمير بوتين، يمكن أن تخفف من هذه الهواجس. ووفقاً لنظريتهم لن تتخذ روسيا أي خطوات من شأنها تغيير ميزان القوى بين إسرائيل وإيران إلى حد كبير، خشية أن يضرّ ذلك بعلاقة روسيا مع إسرائيل، أو يدفع إسرائيل إلى تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي.

لكن هذه النظرية تفتقر إلى فهم التغيير الأساسي في العلاقات بين روسيا وإيران، أي تمتُّع طهران بمكانة أكبر في موسكو، وهو تغيير سيبقى قائماً إذا استمرت الحرب الأوكرانية وإذا احتاجت روسيا إلى المزيد من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية الإيرانية.

واختتم المقال بالتنويه إلى أن إيران ستحصل، في المستقبل القريب، على شيء مقابل سخائها العسكري الذي لا غنى عنه تجاه روسيا، وستكون لروسيا طرق عديدة لرد الجميل، الأمر الذي يجب أن يُقلق إسرائيل.