02/24/2023 14:50:29 الاخبار العالمیه

دليل استخباراتي جديد.. اعتمدته واشنطن لفضح موسكو والصين وإيران

Alternate Text


دليل استخباراتي جديد.. اعتمدته واشنطن لفضح موسكو والصين وإيران مسؤولون: حرب المعلومات الجديدة أعادت المصداقية لوكالة المخابرات الأميركية بعد نكسة العراق


                    قبل عام بالضبط فعلت الولايات المتحدة شيئاً غير مسبوق، فقد أصدرت معلومات استخباراتية سرية كشفت فيها عن خطط روسيا لغزو أوكرانيا.

وفي الأسبوع الماضي، قام أنتوني بلينكين، وزير الخارجية، بخطوة مماثلة عندما حذر مسؤول السياسة الخارجية الصيني وانغ يي، من تزويد روسيا بالأسلحة.

وفي السنوات السابقة ربما ظلت التحذيرات سرية، على الأقل لبعض الوقت. لكن دليلًا استخباراتيًا جديدًا تمت صناعته قبل وأثناء الحرب في أوكرانيا أعاد تعريف كيفية استخدام الولايات المتحدة لمعرفتها السرية لتقويض روسيا وشركائها. ولا يتعلق الدليل فقط بتسمية روسيا وحلفائها وفضحهم؛ لقد أصبحت أداة قوية في ترسانة الولايات المتحدة لمحاولة إحباط غزو روسيا من خلال فضح الخطط العسكرية الروسية وتنسيق الدعم للجهود الحربية التي تبذلها كييف مع عواصم الحلفاء.
وقبل اجتماع بلينكين مع وانغ، كشفت الولايات المتحدة للحلفاء معلومات استخباراتية عادة ما تكون في سرية تامة. وتضمنت تفاصيل حول الذخيرة والأسلحة الأخرى التي كانت الصين تفكر في تزويد روسيا بها ثم شارك بلينكين هذا الاستنتاج العام بأن الصين تدرس تقديم دعم عسكري لروسيا علنًا.

وكانت هذه المعلومات مدفوعة جزئيًا على الأقل باعتقاد الولايات المتحدة بأن التحذيرات العامة ورفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية الإضافية حول المداولات الصينية الداخلية لا يزال بإمكانها ردع بكين عن تسليم أنظمة الأسلحة إلى روسيا.

ويصر بعض المسؤولين الأميركيين على أنه على عكس إيران أو كوريا الشمالية تهتم الصين بسمعتها الدولية. وبسبب علاقاتها التجارية مع أوروبا والولايات المتحدة، والتي لا تمتلكها كوريا الشمالية وإيران، قد تكون بكين أقل استعدادًا للمخاطرة بفرض عقوبات على مبيعات الأسلحة.

الجهود الاستخباراتية لإقناع الحلفاء
وبدأت جهود رفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية لفضح روسيا قبل أكثر من عام بقليل عندما كانت إدارة بايدن تحاول إقناع بعض الحلفاء المتشككين في أوروبا بأن روسيا على وشك غزو أوكرانيا.
ولم توقف استراتيجية الإدارة الجديدة لتبادل المعلومات الاستخباراتية الغزو الروسي، لكنها نجحت في الكشف عن الخطط الروسية ودفع القوى الغربية الكبرى وراء تدابير لعزل روسيا اقتصاديًا ودبلوماسيًا.

ويقول جون فينر نائب في مجلس الأمن القومي: "ليس من الطبيعي مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع عدد قليل من حلفائنا الموثوق بهم، لكننا كنا نعلم أن هذا الجهد يجب أن يكون أوسع وأعمق مما فعلناه من قبل".

وبحسب تقرير "نيويورك تايمز"، فإن التحول نحو الكشف عن المعلومات مدفوع جزئيًا بدروس الماضي والتغيرات التكنولوجية المذهلة التي أتاحت الوصول إلى مزيد من المعلومات حول أنشطة الحرب أكثر من أي وقت مضى، وهو أمر يقول مسؤولو المخابرات إنه يسمح لهم بنشر المزيد من المعلومات دون تعريض المصادر السرية للخطر.

كما أن هذه الاستراتيجية هي أيضًا جزئيًا، نتاج إخفاقات استخباراتية سابقة حيث لا تزال بعض هذه الإخفاقات والأكثر شهرة مزاعم امتلاك أسلحة دمار شامل في العراق، تلون نظرة الأوروبيين إلى وكالات التجسس الأميركية بعد عقدين من الزمن.

التحذيرات شملت انخراط إيران في الحرب
وبالإضافة إلى التحذيرات بشأن الصين، كشف البيت الأبيض عن خطط لمدربين إيرانيين وصواريخ وطائرات مسيرة للانضمام إلى ساحة المعركة في أوكرانيا، وشاركت معلومات حول ذخيرة المدفعية الكورية الشمالية إلى روسيا. ومهدت عمليات الكشف الأساس لعقوبات جديدة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا على شركات صناعة الطائرات بدون طيار الإيرانية.
وقال المسؤولون إنه من المرجح نشر المزيد من المعلومات، كلما اقتربت روسيا من إبرام صفقة أسلحة جديدة. وبالإضافة إلى تحذير الدول التي تفكر في دعم روسيا، تخطط الولايات المتحدة لنشر معلومات حول خطط واستعدادات موسكو القتالية، مثلما فعل المسؤولون في الأشهر التي سبقت الغزو.

وقال مسؤولون أميركيون إن الهدف هو إزالة عنصر المفاجأة ويمكن أن يساعد أوكرانيا في الاستعداد وتحفيز الرد الأوروبي إما من خلال خطوات اقتصادية إضافية أو زيادة المساعدة العسكرية لأوكرانيا.

وأوضح التقرير أن جزءا من السبب الذي يجعل الحكومة الأميركية تستطيع الكشف عن خطط موسكو الحربية هو أن مراكز الأبحاث التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، مثل معهد دراسة الحرب أو برنامج الدراسات الروسية تقوم بفحص خيوط مختلفة من المعلومات لفحص تحركات روسيا.

وقال مسؤولون إن زيادة مثل هذه المعلومات مفتوحة المصدر، والتي تشمل صورًا من الأقمار الصناعية التجارية بالإضافة إلى تقارير من المدونين الروس، ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تحلل الأسلحة الموجودة في أوكرانيا ومعلومات أخرى، مكنت مجتمع الاستخبارات من الكشف عن المزيد من المعلومات.

منع تكرار سيناريو 2014
وفي خريف عام 2021، عاد العديد من المسؤولين الذين شاركوا في قرارات إدارة أوباما بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية إلى السلطة، وواجهوا معضلة مماثلة. وفي البداية، كانوا غير مقتنعين إلى حد ما بالتنبؤات الرهيبة لوكالات المخابرات الأميركية بشأن غزو روسي محتمل.

ولكن مع تقديم المزيد من الأدلة، توصل جيك سوليفان، الذي يشغل منصب مستشار الأمن القومي إلى استنتاج مفاده أن إدارة بايدن يجب ألا تسمح بتكرار عام 2014 وتحتاج إلى إيجاد طريقة لمنع روسيا من تقسيم الغرب ومفاجأة العالم.

ووافق الرئيس بايدن وأصدر تعليماته برفع السرية عن الاستخبارات الأميركية حول خطط الحرب الروسية بحيث يمكن مشاركتها مع مجموعة واسعة من الحلفاء.

وفي حديث له في مؤتمر ميونيخ للأمن قال ويليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "إن قرارات الإفراج عن المعلومات الاستخباراتية كان له تأثير مهم على مسار الحرب. لكنه قال إنه يجب الكشف عن المعلومات الاستخباراتية فقط بعد تقييم الفوائد والمخاطر المحتملة لكل عملية".

وأضاف بيرنز: "كما تعلمت على مدى سنوات عديدة، فإن أضمن طريقة لفقد مصادر المعلومات الاستخباراتية الجيدة هو أن تكون متهورًا في طريقة تعاملك معها".