07/18/2022 14:37:04 الاخبار الاحوازیه

( نعيد نشر المقال لأن الشهيد استشهد في مثل هذا الشهر، شهر تموز لعام 1946م ) نعتز ونفخر بشهدائنا معلومات عن القائد الأحوازي الشهيد البطل حداد

Alternate Text


بقلم: فؤاد سلسبيل الفيصلي – أبو رسالة إسمه الكامل : حداد هادي محمد الكنعاني التميمي


                    لن اضيف في هذا النص أكثر مما أضافه من تطرق قبلي عن موضوع الشهيد حداد إلا بعض المعلومات التي وصلتني من ثلاثة مصادر أحدهم من الذين كان أبوه أحد الشهود على تلك المجزرة ويسكن اليوم في إحدى دول الخليج العربي وهو طاعن في السن وأتحفظ على إسمه لظروفه حسبما أخبرني بها الوسيط. 
كما بدأت هذا النص فأكرر بأن إسم الشهيد الكامل هو القائد الأحوازي البطل: (( حداد هادي محمد الكنعاني التميمي )) وأضيف لقب التميمي في الأخير لأن بيت كنعان يرجع أصلهم إلى بني تميم واليوم هم يعتبرون من أمراء عشائر قبيلة بني تميم العربية العريقة خصوصا في الأحواز والعراق وبالأخص في مدن عبادان والمحمرة والبصرة.
أم الشهيد حداد هي المرحومة (( ضحيّة )) وكانت كما وصفوها لي إمرأة كريمة النفس ويشهد لها من عاصرها آنذاك حسب المصدر.
زوجته هي المرحومة: (( سليمة )).  
للشهيد حداد خمسة أولاد ، ثلاثة أبناء وهم حسب التسلسل: 1 – ( محسن ) 2 – ( شريف )     3 – ( سالم )... أما البنات فعددهن إثنين: 1 – ( عليّة ) 2 – ( نوريّة ).
المتوفين من أبنائه وبناته فهم: محسن وشريف وعليّة...أما الباقين على قيد الحياة فهم سالم ونورية.
أما عن قصة استشهاده فإليكم ما تم نقله لي وهو على عهدة الراوي أي المصدر:
حزب تودة الإيراني وهو الحزب الشيوعي المعروف كان نشطا جدا في حقبة الأربعينات وما قبلها وما بعدها بقليل وبما أن مدينة عبادان الأحوازية هي مركز عمالي وفيها أكبر مصفاة في الشرق الأوسط في تلك الحقب كان هذا الحزب ينشط في المدينة كثيرا ورغم أنه لا يعترف الحزب وحسب معتقده بالقومية لكن هذا الحزب الفارسي كان من أشد القوميين حبا بالقومية الفارسية وكان أعضاء الحزب عنصريين إلى أبعد الحدود وكانت المخابرات الفارسية والشرطة لهم معه تنسيق بالخفاء ، وظهر هذا التنسيق في العلن عندما ارتكب هذا الحزب جريمته النكراء بحق العرب. 
حسب المصدر فإن حزب السعادة هو الحزب الذي كان ينتمي إليه أغلب أبناء العشائر العربية من كل المدن الأحوازية آنذاك وكان مقره الرئيسي في مدينة عبادان وكان قد شاع صيته وكان من أبرز رجالاته الشهيد حداد والشهيد الحاج حسين الكزي وكثير من الشباب، وكان حزب تودة يتحيّن الفرص على هذا الحزب العربي وكانت تحدث مواجهات بين الطرفين بين الحين والحين لكن ما حدث في تموز عام 1946 كان حدثا تاريخيا أثبت فيه حزب تودة والفرس من حكوميين وكقومية فارسية كرههم للعرب بشكل علني.
الذي تابعته في بعض المصادر وهي شحيحة جدا حول موضوع استشهاد حداد يختلف قليلا عن الذي حدثني فيه المصدر حيث أن المصادر تقول استشهد يوم الأثنين لكن المصدر الذي كان شاهدا على ذلك اليوم يقول استشهد حداد يوم الجمعة في شهر تموز عام 1946 لكن لا يعرف اي تاريخ من شهر تموز بالضبط.
ويضيف المصدر بأن الشهيد لم يستشهد داخل مقر الحزب في مدينة عبادان بل أنه استشهد داخل مدرسة تقع في منطقة البريم لأنه رحمه الله كان في تلك اللحظات واقفا بالقرب منها وهو يهتف بأعلى صوته للعروبة والعرب وكان يهتف لتحرير الأحواز حيث كان يهتف بأعلى صوته ( تعيش عربستان – تعيش العروبة – الموت للمحتلين لوطننا ) ولما وصل اليه عناصر من حزب تودة وطوقوه فلم يستسلم بل كان يقاوم بما لديه حيث أنه كان يضربهم بعصا غليظة لكنهم أطلقوا عليه النار وأردوه شهيدا ولم يكتفي ذاك الفارسي الحاقد (( علي بهلوان )) والذي كان معروفا بقساوته وكرهه للعرب بذلك بل قام وسكب مادة ( البنزين ) في فمه وأشعل النار فيه ومن ثم قاموا اعضاء حزب تودة بسحله في شوارع عبادان.
طبعا من المستشهدين مع الشهيد حداد الشهيد الحاج حسين كزي وهو كان رفيق دربه وأحد المناضلين العرب في مدينة عبادان والمدافعين عن وطنه وكان ينادي بتحرير الأحواز.
أعضاء حزب تودة لما ظفروا بالعرب بعد أن جاؤوا اليهم خلسة والعرب كانوا في مقر الحزب في اجتماع لهم قام التوديين وبقية القوميين الفرس بإباحة المدينة ، وحين عرف أقارب الشهيد حداد بأن أعضاء هذا الحزب وبمساعدة الجهات الأمنية والشرطة وهم بزيهم الرسمي توجهوا إلى بيت الشهيد حداد ليقوموا بقتل عائلته ، تمكن العرب من نقل عائلة الشهيد من سطح بيتهم إلى سطوح بيوت أقاربهم وفروا بهم هم ووالدتهم إلى خارج متناول يد الفرس ولم يتمكن الأعداء منهم لكنهم بعد أن نهبوا ما فيه من أموال وحلي قاموا بحرق البيت وكل ما فيه من أثاث ووثائق وصور للشهيد وعائلته.
عندما سألت المصدر عن حقيقة حرق أبناء للشهيد كذب الرواية وقال لم يتم حرق أي واحد منهم.
هناك مصدر آخر زودني بثلاثة أسماء من الذين اشتركوا بالمعركة وجرحوا في ذلك اليوم لكنهم أخفوا إصاباتهم وانتمائهم للحزب خوفا من الأجهزة الأمنية الفارسية وهم كلهم من أبناء المحمرة وهم: ( عزيز تاج الدين واستبرق عمار الفيصلي وطالب ياسر الفيصلي ).
تم دفن 12 جثة من جثث الشهداء ومن ضمنهم الشهيد حداد في مقبرة سيد خلف والتي تقع خلف دائرة مرور المحمرة على طريق عبادان – المحمرة وبالضبط تقع بين منطقة الرويس أو الفيصلية ومنطقة الطويجات ، وإنّ الذي قام بجلب الجثث إلى هناك هو المرحوم الحاج علي فيصل الفيصلي زعيم قبائل آل فيصل أو الفيصلية وهم من بني تميم آنذاك حين هب أبناء المحمرة ليلتحقوا بالمعركة بعد سماع خبر المجزرة ، وعند وصولهم إلى مدينة عبادان كانت المعركة قد انتهت فدخل أبناء المحمرة مدينة عبادان والتحق الشيخ زهراو البغلاني شيخ عشيرة البغلانية آنذاك بالحاج علي الفيصلي وحملوا إثنى عشرة جثة شهيد من جثث الشهداء العرب التي وجدوها أمام أعينهم وفي مقدمتهم جثة الشهيد حداد وتم دفنهم في هذه المقبرة التي اندثرت تماما ولم يبق منها أي أثر هذا اليوم.